مرئيات

ذكريات لا تنسى مع الأولاد والأحفاد

بقلم / إبراهيم المحجوب - العراق - الموصل

الذكريات الجميلة كثيرة وكل واحدة منها له طعم خاص .كل فترة زمنية نتعامل مع أبناءنا حسب مرحلة أعمارهم .فمرحلة الطفولة نستخدم فيها العقاب القاسي لهم أحياناً ودلال غير محدود أحياناً أخرى وحتى تبقى الأسرة قوية ومتماسكة تجد أن العقاب للطفل يصدر من جميع الأشخاص الكبار في العائلة على اعتبار أن المسؤولية تقع على عاتق الجميع وتجد العقاب أحياناً في نمط ومقياس واحد مثل التأنيب أو التوجيه الحاد بالنصيحة…

يكبر الأبناء وتكثر طلباتهم فمرحلة الدراسة المتوسطة والإعدادية فيها فوارق كثيرة عن مرحلة الابتدائية وتكون فيها أعمار الأبناء قريبة على سن البلوغ ولذلك تكون المتابعة من قبل الأهل مطلوبة جداً ..ويقع على الأب هنا واجب إضافي وهو معرفة اصدقاء أبناءه في المنطقة السكنية أو المدرسة إضافة لمتابعته دراستهم وتواصله المستمر مع إدارة مدارسهم .فمتابعة ومعرفة الاصدقاء ضروري من باب كما يقول المثل الشعبي:-
(( إن الصاحب ساحب)) ..
ومتابعته متى ينام وماهي هواياته وميولاته واتجاهاته الفكرية…

أما متابعة إدارة مدارسهم فالمدرسة تعتبر البيت الثاني للطالب وأغلب إدارات المدارس يعرفون تصرفات طلابهم السلبية والإيجابية ..

بعدها ينتقل الأبناء إذا حالفهم الحظ بالنجاح الى الجامعة ومن لم يحالفه الحظ سوف يبقى يبحث عن عمل يعوض فيه مراحل الدراسة وهنا يتحول الأمر فجأة إلى عالم ذو أبعاد أخرى ويصبح الإبن صديق لوالده بكل شيء وتكون طلباته عقلانية ويكون الأب مستشار يستشير به إبنه فقط .وأغلب العوائل تتعامل مع مرحلة الجامعة كمرحلة نضوج ينفتح بعدها المستقبل لاستقلالية عائلة جديدة. لأن الخريج وربما بالأمس القريب كان يصدر أمر تعيينه في نفس سنة تخرجه بدون تأخير عكس ما موجود في يومنا هذا تبدد أحلامه بخصوص التعيين بطول الانتظار وللأسف الشديد.

كان الشاب يطمح بعد تخرجه ببناء أسرة واستلام وظيفة جديدة ويزيل كاهل مصروفه عن أهله …
اما غير الخريجين والذين يبلغون سن الرشد والذي تم تحديده بمن يتجاوز الثامنة عشر من عمره فلقد كانوا بالأمس القريب يتم الحاقهم بالخدمة العسكرية او ما تسمى خدمة العلم وهنا يبدأ الأب والأم بالدعاء لإبنهم وانتظاره من إجازة شهرية الى أخرى. أما اليوم فالشباب الذين لم يحالفهم الحظ في النجاح في الدراسة البحث عن أي فرصة عمل تناسبهم وتساعدهم على توفير مصروفات عوائلهم الخاصة.. ورغم إن قسم منهم قد رافقه الفشل في كل مجريات حياته وهذا سببه الأول والأخير انقسام الآراء ضمن العائلة بتوجيه النصائح له وتشجيعه لعمل الإيجابيات حتى لا يقع ضحية لسلبيات العصرنة الحديثة..

تنتهي مراحل تربية الابناء ورسم مستقبلهم
لتبدأ بعدها مرحلة الأحفاد ويكون الأجداد ضيوف في بيوت أبناءهم وهذه هي سنة الله في خلقه .ولكي تستمر عجلة الحياة ويستمر التكوين الأسري ومن باب العطف والاحترام وكما يقولون في أمثالنا الشعبية:
(( ما أعز من الولد الا ولد الولد ))..
تستمر عجلة الحياة وتسير السنين وكأنها لحظات تبقى ذكرياتها اطول وقتاً منها..
حفظ الله الأجداد والأبناء والأحفاد ..
ودمتم سالمين

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى