مرئيات

دروس من مرحلة الوقار ومشيب الرأس

بقلم : إبراهيم المحجوب - كاتب عراقي

ماذا لو عاد بنا العمر الى مرحلة الشباب؟؟ وماذا لو عادت الدنيا الى الوراء ثلاثة أو أربعة عقود مضت.. ماذا كنا نفعل حينها عندما عرفنا في المرحلة العمرية التي تجاوزنا بها الخمسينات والستينات من أعمارنا أن هناك هفوات كثيرة وأخطاء كان لابد لنا أن نتجاوزها حتى لا نقع بين الندامة وبين الملامة أحياناً مع عوائلنا…

هل تأكدنا أن كثير من الأمور الحياتية التي كانت تصادفنا هي مجرد وهم وعالم خيالي…
وهل باستطاعتنا أن ندافع عن أنفسنا أمام الباطل وأن نقول للعالم أجمع أننا على حق حتى وإن كانت هناك عواقب وخيمة…

الكثير من التساؤلات يطرحها اليوم رجل تجاوز مراحل المراهقة وترك الأمنيات المريضة والتفكير في ما يسمى ضمان المستقبل…

رجل وصل في قناعته الى ترك الأمور على طبيعتها وعدم المساس أو إزعاج الغير في أمورهم الخاصة أو مجرد الخصام مع أي شخص كان…

اليوم تعيد لنا الدنيا شريط الماضي فتزعجنا بعض المراحل والحالات والأمور التي كنا نتصرف بها في مرحلة المراهقة وربما مرحله النضوج والتي كانت تتطلب منا الجشع والتفكير في جمع المال حتى وإن كان على حساب الآخرين…

هل يستطيع اليوم شبابنا أن يبني حياته حياة صحيحة ويستفاد من الدروس والأخطاء التي مر به آبائه وأجداده لقد كنا نعيش في عالم الممنوع والذي ثبت انه صحيح وليس عليه أي شائبة تذكر….وعالم المسموح والذي تبين أنه جزء من الطبيعة الحياتية ولايتطلب أمره التفكير به…

لقد كنا نخاف من أشياء اتضح لنا ومع مرور الزمن أنها غير مخيفة وربما كنا نجازف مع أنفسنا على أشياء لا تستحق تلك المجازفة…

حتى البساطة التي كنا نعيشها كانت فيها أخطاء كثيره لو عاد بها الزمن لقمنا بتصحيح الكثير منها…

الظروف الجوية للطبيعة التي كنا نعيش معها وتتحكم فينا حسب مناخها ونتعرض من خلالها للمرض وتحمل الآلام تبين لنا فيما بعد بأننا يمكن تجنب كل صعابها من خلال الوقاية منها فقط…

الكثير من الأمور التي كنا نخاف منها ونبتعد عنها مجاملة أو حياء تبينت أنها أوهام وأن تحقيقها من عدمه غير ضروري.
أصدقاء كثيرون ضحوا بحياتهم من أجل قوانين تعسفية لو عاد بها الوقت لما تكررت…

أشخاص كنا نعتبرهم من أكابر القوم بقوتهم وسطوتهم اتضح لنا أنهم فراغ زمني فرضته الدنيا علينا نتيجة ظروف معينة…

ظروف وفرص كثيرة لم نستغلها وتركناها بسبب العجز أو ربما الحياء وأحياناً بسبب طيبة القلب أو المدح والثناء المفرط ولو قمنا باستغلالها لأصبحنا اليوم بحال أفضل مما نحن عليه…
ماذا لو عادت الدنيا بنا فهل سوف نختار نفس الأصدقاء ونبقى في نفس دوارة الحياة وهل سوف نختار نفس النساء الموجودة معنا حاليا بحجة القسمة والنصيب…

هل أحسنا تربية عوائلنا أم كان هناك تقصير في مجال معين باستطاعتنا تغييره…وهل كانت تربيتنا لأبنائنا مرنة جداً أم قاسية وهل نجح دلالنا لهم أم قساوتنا معهم…

هل ترافقنا الندامة أحياناً على عمل خير قمنا به مع أشخاص ربما مقربون لنا ولكن ومع مرور الوقت تبين أنهم غير أوفياء وكل علاقاتهم كانت مجرد لمصالحهم الخاصة…

أسئلة كثيرة أتركها للقارئ الكريم يجيب بها نفسه وبدون مجاملة لان الزمن قد عض أنيابه معه وربما يتحفظ على كثير من أموره الخاصة والعامة من باب الشعور بالفرح أو باب الحسرة الطويلة والندامة الدائمة…

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى